من صور التلبيس على العوام

0
في هذا الفيديو

https://www.youtube.com/watch?v=_nW4U3ssf_U

يشرح الشيخ الأزهري "عبدالله رشدي" معنى حديث "أمرت أن أقاتل الناس" بطريقة ملتوية ليخرج بنتيجة نهائية أن الحديث صحيح والرسول قاله فعلا وأمر به..لكننا لا نفهمه..

يقول أن لفظ الناس في الحديث لا يعني جميع البشر بل فئة واحدة منهم هي (المعتدي والمقاتل) وأن أربعة أصناف من الناس لم يقصدهم الحديث هم (المسلم – والمعاهد – والذمي – والمستأمن) وفي الفيديو شرحه كاملا دون اجتزاء مثلما يفعلون مع خصومهم..

سأجمل ردي على تفسيره في بضعة نقاط علما بأنني لا أختلف مع النتيجة التي قالها أنه لا جهاد طلب في الإسلام وأن الشريعة لم تبح قتال الناس على أديانهم وسلوكياتهم مثلما نص الحديث، إنما الجواب سيكون على تفسيره مع أسئلة تعجيزية أتحداه أن يجيب عنها إجابة واضحة دون لف ودوران..وعلى من يقرأ هذا المقال أن يرسله إليه أو للمختصين من السلفية والأزهر ممن يصححون روايات البخاري ويبحثون لتبريرها بطرق ملتوية..

أولا: الحديث قال نصا (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إلّه إلا الله فمن قال لا إلّه إلاّ الله عصم مني ماله ونفسه إلاّ بحقه وحسابه على الله) والسؤال: إذا لم يقول المعتدي لا إله إلا الله فهل يجوز تعقبه حتى داره؟ وماذا تقول في كلام أبي بكر في حروب مانعي الزكاه "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة" ؟ هنا حديث أبي بكر لا يخص المعتدي بل المقصر في الشعائر والأركان، وهل حروب أبي بكر كانت خاطئة؟ وما قولك في مبررها المشهور؟

ثانيا: أرسل الخلفاء جيوشا لغزو مصر والشام، وهؤلاء كانوا (ذميين) حسب توصيف الفقهاء للمسيحيين، فلماذا أرسلوا الجيوش؟..وهل المصريين وملكهم قيرس من هاجموا دولة الخلافة أولا أم أن الصحابي "عمر بن الخطاب" هو الذي بدأ الهجوم؟..(هذا بخصوص الذمي) لو قلت أن الخلفاء كانوا يدافعون عن دولتهم أين دليل ذلك من كتب التاريخ؟..ولو قلت نعم أرسل بن الخطاب الجيوش لنشر الإسلام فهذا تصديق لمعنى الحديث وتشريعا لجهاد الطلب، علما بأن الرسول لم يغزو الأمم الأخرى في حياته لنشر الإسلام، حتى في معركة تبوك التي حدثت بأراضي العرب – آخر حياة النبي - كانت دفاعا ولم تكن لنشر الدين وقصتها مشهورة بتحضير جيوش هرقل نفسها لغزو دولة المدينة، أي أن الرسول مات وسيرته لم يظهر منها أوامر لنشر الدين بالسيف..

ثالثا : قال تعالى " فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم" [التوبة : 5] هذه الآية تحتج بها داعش مع الحديث المذكور على تشريع جهاد الطلب، لماذا لم ترد على تفسيرهم للآية؟ وما قولك بإجماع المفسرين القدامى على أن القتال في الآية للمشركين جميعهم ذمي ومعاهد ومستأمن ما لم يتوبوا ويشهدوا بصحة الإسلام؟ ..أنا عندي رد عليها لكن ينسف منهجك وطريقة شرحك للحديث، بل ينسف المذاهب كلها ويعيد للقرآن ثوابته الأولى التي نزل بها وغض الشيوخ الطرف عنها لمصالحهم مع الحكام، وما دمت قدمت نفسك بصورة الرد على داعش والملحدين فتفضل بتفسير الآية وهل إجماع المفسرين كان خاطئا أم ماذا؟ ولو كان خاطئا فهل الإجماع بعد ذلك يصبح دليلا شرعيا؟

رابعا: في صحيح البخاري روي عن أنس قال: قال رسول الله " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها، وصلوا صلاتنا، واستقبلوا قبلتنا، وذبحوا ذبيحتنا، فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم، إلا بحقها وحسابهم على الله" (حديثين بأرقام 292،293) والسؤال: ماذا لو لم يصلوا ويستقبلوا قبلتنا وذبحوا ذبيحتنا؟ وما هو الحق المقصود؟ لو قلت: نتركهم فهذه ستكون مخالفة لأمر الرسول الواضح، لو قلت نحاربهم فهو تشريع لجهاد الطلب، لو قلت الحديث لا يفهم لوحده ولابد من جمع روايات أخرى فلماذا لم يوضح البخاري ولا أنسا تلك الروايات الأخرى في سياق الحديث كي لا يُفهم كلامهم خطأ وتُقتل أرواح بريئة..

خامسا: ما قولك في "تارك الصلاه" (كافر – يُقتَل – هو حر) علما بأن الحديث المذكور يُحتج به في قتل وكفر تارك الصلاه، ولكونه دليلا على القتل فكيف نرد الدليل ولا نرد النتيجة..علما بأنك سنة 2017 على قناة الحدث قلت أن تارك الصلاه ليس حرا فهو إذن بين الكفر والقتل أو عقاب من السلطات بأي شكل..

سادسا: الحديث كان يحتج به على عدم شرعية قتال أبي بكر لمانعي الزكاه بالأصل، أي أن سياقه ليس لتشريع الجهاد ولكن للإنكار على من تأوّل الجهاد خاطئا، كحديث قتل المرتد عن عكرمة الذي كان يقصد منه كراهية التحريق بالنار فدلّ أنه ليس لإثبات قتل المرتد ولكن لمنع حرق الأحياء، وداعش تحتج به في قتال غير المسلمين الذين لا يؤدون الفرائض ، أصبح تخصيص الناس بالمعتدين فقط إنكارا لقصة قتال أبي بكر مانعي الزكاه بالكلية وإسقاطها كأنها لم تكن..

سابعا: ذكر الحديث في أسباب نزول سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن، وقتها كانت الفراض كلها معلومة وتبين الحلال من الحرام، فحسب منهجكم بالناسخ والمنسوخ أصبح هذا الحديث ناسخا لأحاديث التخصيص المذكورة والاحتجاج بها ليس محلا للاستدلال..

ثامنا: بدلا من اللف والدوران هذا نذكر قوله تعالى "لست عليهم بمسيطر" وكفى، سنكون قد صدقنا الله في القرآن وكذبنا ما دونه إذا تعارض معه، أعلم أن هذا ضد منهجكم ومذهب أهل السنة عموما، لكن تخصيص معنى الناس في المعتدي يصرف ظاهر الحديث عن معناه بأن الأعمال بالظواهر – الصلاه والزكاه - فلماذا تقولون أن الأعمال بالنيات إذن وقد أقررتم صحة معاقبة الناس إذا لم يبدوا شعائر الإسلام..وهل سيؤدي ذلك لشيوع النفاق أم لا؟

أعلم أن الرجل لن يرد على تلك الأسئلة فهي تكشف جهل وتحايل الرجل على العلم وخداعه لأتباعه، فلا يستقيم الإيمان بصحة نص كهذا مع الإيمان بحريات الناس، وهي طريقة متبعة من المشايخ وقت الأزمات تعرف (بالتأويل والجمع) فلن يردوا أي نص ..بل سيتركوها عرضة للتفسير والتأويلات الخاطئة، وما فعله الرجل ليس جديدا فقد سبقه الآلاف من الشيوخ في تبرير النصوص وإيهام الناس بصحتها ، حتى إذا جاء جيلا ودولة ومجتمع يؤمن بضرورة تطبيق الشريعة لن يجهد نفسه في استدعاء تلك النصوص ورد تأويلات رشدي وغيره إلى سلة المهملات..

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مقدمة في دواعش الفن المصري (5)

 منذ أيام انشغل الوسط الفني والثقافي والشعبي المصري بتصريحات الفنان "يوسف الشريف" التي يقول فيها برفضه القاطع ملامسة أي فنانة أو أ...

موقع الباحث سامح عسكر الرسمي